حكيم العيسى: القائد الذي أعاد بناء العقل القتالي لكتائب القسام
يُعدّ حكيم محمد العيسى واحداً من أقل القادة ظهوراً في تاريخ كتائب القسام، لكنه من أكثرهم تأثيراً على بنيتها العسكرية الحديثة.
لم يظهر القائد حكيم محمد العيسى أمام الكاميرات، ولم يسعَ إلى دور دعائي، بل كان من جيل «مهندسي المقاومة الخفيين» الذين يخططون ويؤسسون ويُدرّبون ويقيمون الأنظمة بعيداً عن الأضواء.
ويجمع متابعون للشأن العسكري للمقاومة على أن العيسى كان من أبرز الأسماء التي وقفت خلف المرحلة المفصلية التي اكتسبت فيها كتائب القسام هويتها العسكرية الحديثة، حيث لعب دوراً مركزياً في التحول من بنية خلوية متفرقة إلى تنظيم عسكري هرمي واضح المعالم، يمتلك عقيدة تدريبية وقدرة على الصمود في الحروب الطويلة.
لم يكن العيسى قائداً ميدانياً بالمعنى التقليدي، بل كان استراتيجياً عمل على بناء البعد الذهني والمؤسسي للحرب، وميّزه تركيزه على «النظام» قبل السلاح، إذ كان يرى أن المقاومة لا تُحسم في لحظة اشتباك، بل تُبنى بالتدريب والتنظيم والاستمرارية، وهو ما أسهم في إحداث تحول عميق في العقلية العسكرية داخل القسام.
قائد مؤسس للعقيدة العسكرية
وبحسب ما نقلته مصادر أمنية وأوساط قريبة من المقاومة، شارك حكيم العيسى بشكل مباشر في تأسيس الأكاديميات العسكرية لكتائب القسام، وإنشاء الوحدات التخصصية، ووضع المناهج التدريبية. وقد مكّن هذا الإطار المنهجي المقاتلين من خوض المعارك بانضباط وتنسيق ومرونة تكتيكية، لا بالاندفاع الفردي فقط.
واعتمد النظام الذي أسسه على ترسيخ مبدأ الإنجاز الجماعي بدلاً من "البطولة الفردية"، ما منح الكتائب قدرة على الاستمرار رغم الخسائر، وجعلها أقل ارتباطاً بالأشخاص وأكثر تماسكاً كمؤسسة عسكرية.
عقل ميداني لا ينفصل عن الواقع
ورغم طابعه التخطيطي، لم يكن العيسى منظّراً بعيداً عن الميدان. فقد عُرف عنه تفقد خطوط المواجهة خلال المعارك البرية في غزة، ومتابعة ترتيبات الدفاع ميدانياً، وصياغة قراراته استناداً إلى المعطيات المباشرة. وتشير مصادر إلى أن له بصمة واضحة في تصميم خطوط الدفاع، وشبكات الأنفاق، وتوزيع المنشآت العسكرية، ما أكسبه داخل القسام لقب "القائد الذي حوّل المكان إلى جزء من المعركة".
في نظر الاحتلال… عقل خطير
وحتى في تقديرات سلطات الاحتلال، برز اسم حكيم العيسى بوصفه أحد العقول الأساسية التي أعادت بناء القدرات العسكرية لكتائب القسام، وحلقة مهمة في سلسلة التخطيط العسكري. وتكشف هذه التوصيفات عن كونه لم يكن مجرد قائد، بل مهندس نظام عسكري متكامل.
محطات في مسيرته العسكرية
إرث القيادة الصامتة
لم يترك حكيم العيسى شعارات أو حضوراً إعلامياً، بل خلّف منظومة تعمل وعقيدة راسخة. ومع غيابه، ودّعت كتائب القسام ليس اسماً فحسب، بل تجربة عميقة. غير أن النظام الذي أسسه، والكوادر التي درّبها، والرؤية التي رسّخها، ما زالت حاضرة في عقل المقاومة.
وتعيد سيرة حكيم العيسى التأكيد على حقيقة في تاريخ حركات المقاومة المعاصرة: فبعض القادة يخلّدهم الخطاب، وآخرون يخلّدهم ما يبنونه بصمت من عقل حربٍ باقٍ ومؤثر. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة، ارتفاع حصيلة ضحايا حرب الإبادة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني إلى "71 ألف و269 شهيداً" منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
أفادت وسائل الإعلام العالمية بأن الاحتلال الصهيوني بات غير مستعد لمواجهة هجمات محتملة جديدة من إيران، في ظل تراجع قدراته في مجال الدفاع الصاروخي.
حذّرت جماعة الإخوان المسلمين من أن دولة الإمارات العربية المتحدة تواصل في اليمن السياسات ذاتها التي انتهجتها في ليبيا والسودان، والقائمة على دعم النزعات الانفصالية والفاعلين من خارج إطار الدولة، مؤكدة أن هذا النهج يشكّل تهديدًا خطيرًا لوحدة اليمن وللاستقرار الإقليمي.
حذّر الاتحاد الأوروبي من أنّ تهديد سلطات الاحتلال بمنع منظمات دولية غير حكومية من العمل في قطاع غزة سيحول دون وصول "مساعدات حيوية" إلى سكان القطاع المدمّر.